الأربعاء، 25 أكتوبر 2017

واخيرا بعدما طال الانتظار انا في الجامعة هذا يعني انني اصبحت طالبا مرموقا ومحترم لدي الأسرة والمجتمع ، نعم انا الان طالب في كلية الزراعة وهذا يعني انني سأصبح المهندس فلان ! ، هذا يعني انني سأشتري ملابس للصيف واخري للشتاء ، واضم الي ثلاجتي مانجا عويسي التي احبها كثيرا .. في النهاية انا مازلت تلميذ ومحترم عند نفسي وعند اسرتي وعندي زملائي الذين يريدون التعرف علي فقط ، انا مازلت اعاني من الواجبات المنزلية ، ومازلت غير قادر علي تحمل المسؤلية اطلاقا ، وأصبحت اسأل اكثر عن فائدتي في الحياة لأنها لم تتضح لي حتي الآن ، ومن الواضح أنه مستقبلا لا يوجد مانجا عويسي أو حتي التنوع في ملابس الصيف والشتاء ! ومن الواضح ايضا أنه مستقبلا من يسأل عن عنواني بالضبط سيشيرون له علي غرفة تعلو سطح متسخ ! ..
هذة الأفكار التي تدور في عقلي ضيق الأفق تشكل حياتي ، لا يمكن أن يهدأ لي بال ابدا ، أو أن تتغير تلك الأفكار الا اذا جلست مع نفسي افكر بعقلية شاب مسلم يؤمن بالله ، واعدت ترتيب الأفكار والاولويات ..
وفي مواصلاتي العديدة في الصباح الباكر ، ذلك الوقت الذي يحلم به النائمون بفطار جميل وكوبا من الشاي بالنعناع ، انا احلم بالمستقبل العظيم الذي ينتظرني ، طيلة الوقت ومع مرور الكيلومترات تمر من عمري سنين مليئة بالانجاز والتقدم حتي أن أصل وأري مجتمع طلابي لا يبشر لا بمستقبل باهر ولا اي نجاح اصلا ! ، ثم اصل الي فرد الأمن الذي يطلب إثبات هويتي الجامعية ( الكارنيه )، ادخل وانا اطرقع سلسلة من فقرات ظهري الذي اتعبه كرسي الكهف الذي نقلني للجامعة ، حتي أن اصطدم بوجوه زملائي العابثة ! ، وحين تبدأ المحاضرة انسي الاحلام التي راودتني ، وأري أن الحالمين بالفطار وكوب الشاي كانوا علي حق ، هم يفكرون بشكل جيد واتمني أن أكون مثلهم في تلك اللحظة ، هم يحلمون ويفكرون بالشكل الذي يليق بمجتمعهم وانا غريب هنا لم اعي جيدا بماذا احلم وما هي حدود الحلم بالنسبة لي ، لأنني لم اتعلم كيف احلم لاني بالمناسبة كنت انطوائي كما كان يقول البعض ..
مشكلتي انني مثل الكثير من الشباب ..
اترك الحقيقة واعيش في السراب اعيش علي اتساخ العقل بكل ما هو تافه ومشبوه .